وافتتح المؤتمر أ. د. رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، والأخ بيتر بري، نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، والسيدة كيرين إكسل، مدير مكتب تطوير التعليم في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ود. جون شوماكر، مدير برنامج تطوير الكوادر التعليمية في مؤسسة الأمديست.
وأشرف على تنظيم أعمال هذا المؤتمر د. عبد الكريم دراغمة، مدير مركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة النجاح، ود. رباب طميش، مدير مركز التمايز في التعليم والتعلم في جامعة بيت لحم، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية من الجامعتين المنظمتين، وممثلين عن مختلف الجامعات الفلسطينية، وعدد من الجامعات العربية والعالمية.
وفي بداية المؤتمر رحب د. أحمد العطاونة، مدير مركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة الخليل، وعريف الحفل، بالحضور وقال أنه يجب تبادل النماذج الإبداعية في النظام التعليمي العالي كون ذلك ينطلق من مسؤوليتنا كأكاديميين في الجامعات الفلسطينية.
أبدت السيدة كيرين إكسل، مدير مكتب تطوير التعليم في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إعجابها بمراكز التميز التي تم إنشاؤها في الجامعات الفلسطينية، وقالت إن هذه المراكز ستكون نقطة التحول في أساليب التدريس في التعليم العالي، ومن خلالها سيتم توفير الفرص لتبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيا وتسخيرها لخدمة الأغراض العلمية.
ووصفت السيدة إكسل، مراكز التميز بالناجحة جداً وهي ستنأى بالأساليب التعليمية عن الركود والجمود وعدم التطور ومواكبة التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مضيفة أنها كانت تأمل لو تحضر عائلتها وتطلعهم على التجارب الجديدة التي تبتكرها مراكز التميز في فلسطين.
بدوره قال الأستاذ الدكتور رامي حمدالله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، في كلمته إن التميز يجب أن يكون هدفاً تسعى إليه المؤسسات التعليمية في الوطن ولا سيما في أساليب التعليم الحديثة ومواكبتها للتطور التكنولوجي العلمي، وأضاف أن جامعة النجاح تعمل بصورة مستمرة على تطوير النظام التعليمي في الجامعة، وربط البرامج الأكاديمية في الجامعة بالمجتمع كي تساهم الجامعات في تلبية حاجات مجتمعية محددة وتؤدي دوراً أفضل في النهوض في جودة التعليم العالي.
وفي السياق ذاته أشار الدكتور حمدالله إلى أن جامعة النجاح تعمل من أجل تحقيق ذلك من خلال تطوير البنى التحتية في الجامعة، من مكتبات ومراكز علمية وبحثية ومختبرات، بالإضافة لإدخالها التكنولوجيا الحديثة واستخدامها أكاديمياً وإدارياً الأمر الذي من شأنه أن يحسن من إدارة التعليم والتعلم ويجعل منهما قيمة فكرية نلمس آثارها على صعيد الفرد والمجتمع.
وأوضح الأستاذ الدكتور رامي حمدالله، أن جامعة النجاح تعمل على التحول التدريجي المنظم نحو الأساليب الحديثة في التعلم والتعليم، ولذلك فهي تقوم بتهيئة أعضاء الهيئة التدريسية للقيام بهذا الدور، وتضع الخطط العملية الكفيلة بتحقيق ذلك، وأكد على أن إنشاء مركز التميز في التعلم والتعليم في الجامعة هو نتاج هذه الفلسفة الأكاديمية الحديثة.
ومن جانبه عرض الأخ بيتر بري ، نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، الصعاب التي اعترضت طريق الأكاديميين في الجامعات الفلسطينية أثناء تأسيس مراكز التميز في التعلم والتعليم، والإنجاز الحقيقي الذي أتو به إلى الصروح العلمية، والذي سيشكل رافعة قوية للنظام التعليمي الفلسطيني.
وقال الدكتور بيتر، أن التعليم هو الطريق الواضح للرقي والتقدم، وأنه يتوجب علينا أن نزيد من حجم الإنفاق على التعليم والبحث العلمي، وإنشاء مراكز التميز في الجامعات هي خطوة على الطريق للوصول إلى النتائج سالفة الذكر، وهي تشكل بيئة خصبة ومواتية لتطوير الأساليب التعليمية وجعلها أكثر فاعلية مما هي عليه الآن، وهي في الوقت ذاته تزيد من آفاق التعاون بين الجامعات، وتحقق النقلة بعيداً عن التعليم التقليدي صوب تعليم أفضل يستخدم وسائل وأساليب أحدث.
من جهته دعى د. جون شوماكر، مدير مشروع تطوير الكوادر التعليمية في مؤسسة الأمديست، في كلمته إلى خلق المناخات العلمية والبيئة الجامعية المناسبة لنمو مراكز التميز التي تم تأسيسها في عدد من الجامعات الفلسطينية، ودعا في الوقت ذاته قادة الجامعات للمساعدة في ذلك من خلال إجراء بعض التحسينات على المناهج التعليمية والنهوض بجودة التعليم ومخرجاته، بالإضافة إلى تعميم التجربة على باقي المؤسسات التعليمية.
وخلال المؤتمر قدم البروفيسور بارت ماكجيترك، عميد كلية التربية في جامعة ليفربول البريطانية، محاضرة علمية حول علم البيداغوجيا (علم أصول التدريس)، حملت عنوان "بعض الطرائق العالمية في بيداغوجيا التعليم العالي"، فيما قدم البروفيسور شرون سوغرو، عميد كلية التربية في جامعة دبلن في إيرلندا، محاضرة علمية بعنوان "مدى ضرورة تحديد الهوية لمؤسسات التعليم العالي: من نحن ومن نريد أن نكون".
واشتمل المؤتمر على عدد من الجلسات العلمية لمجموعة من الباحثين الجامعيين من الجامعات الفلسطينية، وبمشاركة باحثين من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ومشاركات من عدد من الجامعات العالمية، حيث ناقش المؤتمرون فيها أبرز ما تم تطويره من نماذج إبداعية في مجال التميز في التعلم والتعليم، وقد جاء هذا من خلال عرض عشر أوراق علمية تنوعت في موضوعاتها، فشملت التعليم الإلكتروني، والطرق الإبداعية في تدريس موضوعي اللغة والإنسانيات، وأهمية البحث والتقييم في دعم المسار التعلمي التعليمي، بالإضافة إلى مناقشة موضوع الخبرات الإبداعية في تدريس المساقات العلمية، وشملت أوراق أخرى مضامين تتعلق في التعلم المجتمعي، والتعلم والتعليم التشاركي، والتعلم المبني على حل المشكلات.
وجرى خلال المؤتمر وعلى مدار يومين تنظيم عدد من ورش العمل في موضوع التميز في التعلم والتعليم، عرض المشاركون فيها عدداً من الأساليب العملية في التعلم والتعليم كان من أبرزها، تحضير الملف الأكاديمي لأعضاء الهيئة التدريسية، وتصميم مخرجات التعليم، وفنون إدارة النقاشات الصفية، وتطرقوا في الوقت ذاته إلى مبادىء تنمية المشاركة المجتمعية في التعليم العالي.
الجدير ذكره أن مؤتمر "تبادل نماذج إبداعية في التعليم الجامعي"، جاء بمبادرة مشتركة بين مركز التمايز في التعليم والتعلم في جامعة بيت لحم، ومركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة النجاح الوطنية، وهو يسعى إلى خلق الفرص أمام الأكاديميين والباحثين في الجامعات المحلية من مختلف التخصصات العلمية لتبادل أبحاثهم وخبراتهم في التعليم والتعلم المبدع، ومناقشة التحديات التي تواجههم أثناء تنفيذ وتطبيق هذه النماذج ومناقشة التوصيات التي من شأنها التغلب على هذه التحديات.