انطلاقا من رسالة الجامعة الهادفة الى تطوير التعليم الجامعي وتعزيز فرص البحث العلمي والمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، نظم مركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة النجاح الوطنية ندوة بعنوان : "تجربة متميزة في مجال التدريس والبحث وخدمة المجتمع" وذلك في قاعة المؤتمرات في مكتبة الحرم الجامعي القديم استضاف فيها أ.د. حكمت هلال من كلية العلوم في الجامعة. حيث جمع هذا اللقاء عدد من عمداء الكليات ورؤساء الاقسام واساتذة الجامعة من مختلف الكليات الانسانية والعلمية.
وأكدت د. ختام شريم، مديرة مركز التميز في الجامعة ومديرة وحدة التعليم الالكتروني أن تنظيم هذا اللقاء جاء ضمن سلسلة من الندوات التي ينظمها المركز الذي تم انشاؤه حديثا لنشر ثقافة الابداع والتميز في التعلم الجامعي. وقالت ان كلية العلوم اسهمت بإرثها الاكاديمي ومبادراتها الابداعية في تحقيق نقلة نوعية متميزة في التعليم والبحث وخدمة المجتمع محليا وعالميا. وسيشكل مركز التميز حافزا للأكاديميين من التخصصات كافة للتعاون ونقل الخبرات المتميزة والأفكار الإبداعية فيما بينهم مما يعطيهم آفاقا واسعة نحو التنمية المهنية المتميزة للكادر الأكاديمي الجامعي.
وتحدث أ.د. هلال عن تجربته التي اتسمت بالعمل الدؤوب والعطاء المتميز والانتماء الى جامعة النجاح الوطنية منذ عام 1980 رغم كل المغريات الخارجة. حيث قال " ان المسألة رسالة يجب تاديتها لخدمة فلسطين. وان مهنة التعليم تعتبر اساسا لكل المهن ويجب ان ينظر اليها من باب تكاملي على اساس ان المدرس الجيد هو الذي يصنع الطبيب والمهندس والتاجر والعامل والمواطن الصالح". وأشار الى ان اهل فلسطين رغم ظروفهم تميزوا عن غيرهم في مسألة واحدة وهي التعليم. وهذا التراث يجب ان نحافظ عليه فمهما تغيرت الظروف فلا يجوز ان يحدث انتكاسة على التعليم في فلسطين حاليا ولا حجة لمحتج على ذلك.
وقال كذلك ان المعلم يجب ان ينظر الى دورة في عملية التعليم من زاويتين: الزاوية الفردية والزواية التخطيطية الشاملة ومن الناحية الايجابية يجب المزج بينهما مهما ساءت الظروف وتحدث كيف بذل جهد كبير طوال مدة عمله وما زال للمساهمة في ايجاد جيل من المتعلمين والمساهمة في نقل التكنولوجيا ومساعدة الطلبة في معرفة الطريقة العلمية في التفكير وانقاذ ما يمكن انقاذه من اخطاء تواجه الطلبة من تلقين وضيق افق. واكد على ان هذا يحتاج الى سعة افق من المدرس وثقافة واسعة ومتجددة وعلى المدرس توفير ذلك لطلابه. كما تحدث عن علاقته مع الطلبة وذكر العديد من الامثلة عن طريقة تحفيزهم على تحمل مسؤولية تعليمهم.
وتطرق د. هلال الى مسألة البحث العلمي والتعليم وتساءل عن العلاقة بينهما وهل تستطيع التعليم بمعزل عن البحث العلمي. واكد ان الرقي بالتعليم يكون متأثرا بخبرات الباحث ومعارفة المتجدده وذلك بنقل تلك الخبرة الى المتعلم من خلال عرض المشاكل التي تواجهه والمشاركة في وضع الحلول ومناقشتها بطريقة الاستنتاج الذاتي وزرع ثقافة التفكير العميق في المتعلم . ولكن حتى تتكون الخبرة لا بد من ممارسات وجهد كبير وتضحيات كثيرة فعلى سبيل المثال لتطوير مساقاتك يجب تناول مواضيع حديثة واشراك الطلبة في الابحاث وبالتالي يتم نقل خبرات المدرس البحثية الى مساقات التدريس وهكذا فان انشطة البحث والتدريس هي عملية متبادلة.
كما تطرق الى المستوى العلمي في التدريس وسوء الظروف وتساءل كيف يستطيع المدرس الموازنة بين المتعارضات في بلد غيبت عنه ثقافة البحث العلمي منذ وقت طويل؟ وكيف للمدرس ان يوازن بين جودة البحث ومستواه وحاجة المجتمع؟
كما اكد على اهمية التشابك الخارجي في مجال العلوم الحديثة المبني على مبدأ المشاركة الفاعلة وتحدث عن تجربته البحثية والتي تبدا دائما من اصلها في فلسطين التي تتميز بالتفرد. واشار الى تجربتة الشخصية تحققت بنجاح بسبب وضوح الرؤيا منذ البداية في وضع التعليم والبحث وخدمة المجتمع في اطار واحد تكاملي .
واستعرض عدة مشاريع تنفذ في كلية العلوم في جامعة النجاح الوطمية منها بذرة ونواة لجيل من الباحثين في مجال المواد والطاقة الشمسية والمياه تجمع بين المستوى العلمي في التدريس وفي حداثة البحث مع علاقة مباشرة بحاجات المجتمع واولوياته ونقوم بعملها في فلسطين مع الاستفادة من التشبيك العلمي مع الخارج مع المحافطة على الهوية الفلسطينية . كما انه تم تاسيس مختبر اشباه الموصلات والطاقة الشمسية والذي يؤدي رسالة تعليمية وبحثية على الاسس المذكورة اعلاه والذي اصبح له صدى دولي معتبر بين المختصين في الخارج حقيقة دون اية ضجة دعائية. تاسيس مركز التميز في المواد والنانوتكنولوجي .